تعرضت ايران لعدة ضربات قوية وكان المشجع على الاستمرار في ضربها هو سياسة ما تسميه الصبر الاستراتيجي او الحكمة وعدم الانجرار وراء رد الفعل والذي يقرأ في الثقافة الغربية على أنه ضعف وهذا ما حدث مرارا حيث استهدف الكثير من علمائها في عمق الاراضي الايرانية وكانت ايران الرسمية تشجع الاخر على تعميق الضربات انطلاقا من صمتها,نفس السياسة هى التي شجعت الولايات المتحدة على اغتيال قاسم سليماني وكان الرد الايراني رمزيا ومنسقا مع الطرف الامريكي وبصواريخ ذات رؤوس حربية هزيلة مما اعطى الانطباع لدى الكثيرين بأن كان هناك تواطئ ايراني امريكي من أجل التخلص من قاسم سليماني .
هذا النهج دفع الجيش الاسرائيلي الى استهداف القنصلية الايرانية في دمشق واغتيال قيادات عسكرية ايرانية مهمة وهي متأكدة من أن الرد الايراني لن يخرج عن اما الصبر الاستراتيجي أو تنسيق رد رمزي مع اسرائيل لحفظ ماء الوجه وهذا ما كان.
عدم دفع اسرائيل لاثمان على ضرب شرف وسيادة الدولة الايرانية شجعها على قتل اسماعيل هنية في عمق العاصمة الايرانية و استهداف حسن نصر الله
وكان الرد الايراني كما كان متوقعا ,رد فلكلوري فيه الكثير من الصواريخ والكثير من الاضواء لكن برؤوس حربية شبه منعدمة بحيث لم تسبب اية خسائر في اسرائيل ,عكس الضربات الاسرائيلية التي تكون عادة قوية وقاتلة وتسببت في خسائر بشرية نوعية لايران ولحلفاء ايران.
مؤخرا كانت هناك ضربة جوية اسرائيلية مركزة استهدفت مقرات عسكرية وبطاريات دفاع جوي و هي بالاساس من خلال كافة المؤشرات تعتبر ضربة للتمهيد الميداني وازالة العوائق من اجل تنفيذ ضربة اكثر قوة في ايران مستقبلا,غالبا سيكون الرد الايراني ضعيفا ومنسقا مع الجيش الامريكي وسيتم اعلام اسرائيل بوقت ومكان وطبيعة الضربة والانطباع الموجود حاليا انطلاقا من مسار الاحداث هو ان اسرائيل بعد الانتخابات الامريكية ستضرب هدفا حيويا اما مرشد الثورة الايراني او القدرات النووية الايرانية لان ردود ايران معروفة مسبقا ولن تخرج عن نطاق ضبط النفس وعدم الانجرار الى نزاع أكبر .