نقاط الضعف المركزية لحزب الله اللبناني في المجال العسكري

 

نقاط الضعف  المركزية لحزب الله اللبناني في المجال العسكري

لقد خلفت الهزيمة المدوية لحزب الله امام اسرائيل في الحرب الاخيرة صدمة لدى المتتبعين العسكرين الذين لم يتوقعو ان يتم سقوطه بهذه السهولة وان يصل الى هذا المستوى من الاذلال بحيث أصبح يجلد صباح مساء بدون أي قدرة على الرد . ما سبب صدمة للمتتبع هو ما كان يراكمه حزب الله منذ سنة 2006 من قدرات عسكرية وتحصينات الكل كان يعتقد انها تحقق الردع  لكن عند أول امتحان انهارت كل التراكمات والاستعدادات التي راكمها الحزب لعقدين من الزمن وظهرت عنده نقاط ضعف كثيرة اهمها

أولا :

 الترهل الاستخباري بحيث ظهر من خلال الاحداث ان حزب الله مترهل أمنيا ومخترق بشكل كامل استخباريا  حتى أنه لم يقدر  على تحصين أكبر القيادات بل وحتى الأمين العام  ولا حتى بنياته التحتية العسكرية

في الجنوب ,الأمر الذي أعطى لاسرائيل سيطرة مطلقة في الميدان الاستخباري وهي التي اشتغلت بصمت وثقة مقابل الغرور الأمني الذي اشتغل به حزب الله .

ثانيا : 

,  نقطة ضعف من اهم أسباب هزيمة واذلال حزب الله في الميدان وهي التردد في اتخاذ القرار عكس اسرائيل كانت واضحة صارمة وقراراتها تتخد بدون تردد سواء حين ضرب المواقع العسكرية او حين ضرب  قيادات الصف الاول والثاني لحزب الله ,في حين اتسمت قرارات حزب الله بالتردد وبالجبن الاستراتيجي بحيث ضل لسنة كاملة وهو يضرب فقط كاميرات المراقبة والتجهيزات التقنية على الحدود وهو يعلم  ان اسرائيل تصنع منها ذاتيا الكثير وبامكانها تعويضها سريعا ,  عمل على  قوات الرضوان على مدى عشرين سنة  واكسبها خبرات قتالية مهمة في لبنان وسوريا  و تم تسليحها بشكل جيد لكن حين جاء وقت استعمالها تردد الحزب في اتخاذ القرار وجعلها في كرسي الانتظار  مما حولها من قوات نخبة أسطورية

 الى قوات مكشوفة للاسرائيلي الذي  سهل عليه تفكيكها وتدميرها واغتيال قياداتها , هذا التردد في اتخاذ قرار الرد والمواجهة هو عادة سيئة اكتسبها الحزب من خلال احتكاكه بخبراء حرس الثورة الايرانيين لان التردد الاستراتيجي وعدم رد الاعتداء هو من المرتكزات الاساسية في العقيدة العسكرية للحرس الثوري الايراني  فقد أغتيل قاسم سليماني ولم ترد ايران وقتل علماؤها النوويين ولم ترد وضربت قنصليتها في سوريا وقتل فيها كبار القيادات في حرس الثورة ولم ترد واهينت كرامتها الوطنية باغتيال اسماعيل هنية قائد حركة حماس على أرضها ولم ترد .بل وقتل  كبار القادة في الجيش والحرس الثوري في العاصمة طهران في غرف نومهم ولم يكن هناك رد متناسب ,هذا التردد والجبن العسكري  الايراني او ما يسمى  عسكريا بورطة الدجاجة هو ما سهل على اسرائيل اسقاط حزب الله وتفكيك بنيانه ,لان الحزب  تشبع بالعقيدة العسكرية الايرانية المبنية على عدم الرد او الرد الشكلي المنسق مسبقا مع الاخر والنتيجة هزيمة حزب الله في لبنان وفقدان بنية تحتية مهمة في الجنوب وفقدان كل التجهيزات التي عمل عليها الحزب والحرس الثوري في الجولان السوري  والاخطر هو فقدان الحزب لهيبته وشرفه العسكري مما جعله منذ شهور  يتلقى الصفعات يوميا من الاسرائيلي  وفقد ذلك الاحترام والهيبة التي تمتع بها منذ 2006 وظهر في الميدان آنه لم يكن يستحقها     .

ثالثا ,

نقطة الضعف المركزية الاخرى  لدى الحزب والتي اسهمت في اسقاطه عسكريا وتفكيك بنيته العسكرية وهيبته وطنيا واقليميا  هي تخزين السلاح والصواريخ بشكل ضخم بدون امتلاك الرغبة او الشجاعة على استعمالها وبقي المخطط العسكري في الحزب مصرا على عدم استعمالها بل وفضل ان يتم تدمير مخزونه من السلاح والصواريخ من طرف اسرائيل على ان  يقوم  هو باستعمالها ضدها   وهذا ما حدث بالفعل  بحيث تمكنت اسرائيل من الوصول الى أغلب مخازن السلاح وقامت بتدميرها في مخازنها مع العلم انه لو ان  الحزب في بداية الحرب الاخيرة   قرر تحريك قوات الرضوان او استعمال قدراته التسليحية المخزنة لكانت المعادلة الان مغايرة تماما لكن القيادة فضلت التضحية بقدرات الحزب البشرية والتسليحية وتركتها مكشوفة وعرضة للتدمير بدل تحريكها او استعمالها وهذا الامر يطرح الكثير من الاسئلة اهمها ضد من كان الحزب يخزن تلك الاسلحة ولمن كان يعد كل تلك الاستعدادات اذا لم يحركها في وقت الحاجة ولماذا الحزب يصر على التشبث بسلاحه الأن  بدعوى حماية لبنان في حين انه لم يقدر حتى على حماية نفسه ايام كان كامل العدة والعتاد  ام ان ذلك السلاح لم يكن معدا  أصلا لمواجهة الاسرائيلي بل لحسابات أخرى

الخلاصة التي تبدو واضحة هو أن الحزب خزن الاطنان من الاسلحة  على مدى عقدين من الزمن وادعى مرارا بلسان قادته انه يمتلك  أكثر من مئة ألف مقاتل وصدقه في ذلك ملايين المسلمين عبر العالم لكن في وقت الجد  قدم مقاتليه وأسلحته وقياداته على طبق من ذهب وبسهولة للاسرائيلي  ولم يجرأ على الرد حتى على اغتيال أكبر قادته  وبالتالي الان لا داعي ولا مبرر لدى الحزب للتشبث بسلاحه  فللدولة حصرية  امتلاك السلاح  وعليه الدخول للسياسة وترك شعارات المقاومة والمواجهة جانبا  لأن تمدد  الايراني  عبر حزب الله لم  يجلب سوى االهزيمة والكوارث للعالم العربي والاسلامي ,فحزب الله لن يعود كما كان , لآنه فقد الخبراء والقادة والسلاح وشرفه العسكري وحتى لو تم تسليحه وتجهيزه من جديد فلن يجرأ على استعمال أسلحته بشكل جدي ضد اسرائيل لان الاشكال الرئيسي عند حزب الله يكمن في عقيدته العسكرية الانهزامية  وفي الجبن الاستراتيجي والذي اكتسبه من الحرس الثوري الايراني الذين اصبحو متخصصين في اعداد مراسيم العزاء والاربعينيات اثر من الاعداد للمعارك والحروب   .